شارك المقال عبر:
حسين الحاجي:
مع انتشار استخدام محادثات الذكاء الاصطناعي Chat GPT ظهرت العديد من الأدوات والمنصات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات محددة وبمستوى احترافي ومتخصص وأصبحت تغطي كافة المجالات ..
والجيد في الأدوات التي تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي AI في صناعة محتوى عرض تقديمي PowerPoint عن أي موضوع وفي ثوانٍ معدودة بالاعتماد على مدخلات بسيطة يقدمها المستخدم:
أنها قد تختصر الوقت والجهد في البحث والتصميم من أجل الخروج بمحتوى عام ومحدود، يراد استخدامه للتوعية والتثقيف حول موضوع العرض، معلومات عامة وإحصائيات ورسوم بيانية، على أن يكون المستخدم -أو مقدّم العرض لاحقاً- على اطلاع أوسع بكثير من هذه المعلومات العامة ولا يقتصر مدى اطلاعه في الموضوع على ما تولّده له الآلة وتعطيه إياه جاهزاً، دون قدرة على التحقق من صحة المعلومات ولا حتى التبحر في الحديث والنقاش إلى معلومات أوسع وأعمق.
والجانب غير الجيد في هكذا أدوات أنها قد تتحول إلى مصدر لصناعة حقائب تدريبية معلبة وجاهزة (أسميها المحتوى البارد) من أجل تقديمها في ورش عمل ودورات تدريبية، بطريقة لا يبقى على المدرب (حتى لو كان ليس على اطلاع ومعرفة بالمجال) من دور سوى القراءة من الشرائح وتشغيل مقاطع الفيديو وهكذا نكون خرجنا بحقيبة تدريبية لعدة أيام، في عدة دقائق، فلا المعرفة ولا الخبرة ضرورية ولا الممارسة الفعلية في المجال ما دام تجهيز المحتوى والحقيبة قد سقط عن كاهل المدرب!
هذا هو المحتوى البارد في التدريب، محتوى منسوخ وعام ومركّب من محتويات متشتتة وليس مشتقاً من خبرة المدرب ولا مفصلاً على احتياج المتدرب. سينتج لنا بالنهاية محتوى غير تفاعلي، ليس فيه رابطة حقيقية بين المدرب وبين المحتوى نفسه وبالتالي لن يخلق رابطة بين المدرب والمستفيد، وستبقى هناك فجوة تتسع كلما زاد احتياج المدرب إلى القراءة من الشرائح دون الإبحار الفعلي في التفاصيل وإسقاطاتها على أرض الواقع لتكون مساعدة للمستفيد في اتخاذ القرار عندما يبدأ بالتطبيق. يحدث هذا عندما لا تكون النتيجة المطلوبة محددة بوضوح مسبقاً.
في التدريب المهني قد لا تنجح حقيبة تدريبية ليس للمدرب يد ودور محوري وأساسي وشخصي فيها -بما لا يؤثر سلباً في جودة وموضوعية المحتوى- أو لنقل قد يكون النجاح محدوداً والقدرة على إجابة الأسئلة حول المحتوى الجاهز لن تكون شافية لحد الرضى.. وربما يصح هنا أن ننحت مصطلحاً آخر: أنسنة المحتوى التدريبي.. أنسنة تجعل المحور في المحتوى هو (تمكّن المدرب شخصياً، وحاجة المستفيد شخصياً) ومدى التقارب أو التطابق بينهما.. قبل أن يكون المحور هو مجرد نوع المعلومات المضمنة في المحتوى وشكل الأنشطة التفاعلية والمصادر.
بين المدرب وحقيبته التدريبية علاقة شخصية قوية كي تنجح التجربة، ولا يسدها محتوى الذكاء الاصطناعي إذا كان محتوى بارداً وبعيداً عن الأنسنة 😃🌻.
شارك المقال عبر: