شارك المقال عبر:
حسين الحاجي:
قبل أن تكون “إلكترونية”، هي تجارة بالأساس، لها ما للتجارة وعليها ما عليها إلا أن أنماطها أكثر مرونة ومتطلبات دخول السوق فيها أخف والخطوات أسرع، وربما يدخل أحدهم السوق من فوره في اللحظة التي يتخذ القرار دون فاصل زمني طويل -حسب نموذج العمل الخاص به-.
مما يحمد أمره في التجارة الإلكترونية أنها، وفي حين كونها تجارة دائماً، إلا أنها ليست “متجر” دائماً، ولها نماذج عمل متعددة الأشكال والأحجام والمتطلبات وتتراوح بين السهولة والصعوبة والسعة والضيق حسب وسع التاجر نفسه أو -رائد الأعمال- وربما كان الدخول المتدرج في المجال -قبل الاستقلال بمتجر خاص ومتكامل- فرصة جيدة للتدرب واختبار النهر بقدم واحدة. إذا تنازلنا عن حلم -أو وهم- الثراء السريع والفاحش من التجارة الإلكترونية.
دعونا نتعرف على عدة أفكار تناسب البدايات الصغيرة في التجارة الإلكترونية، والتي يتبيّن منها أن لكل شخص فرصة كي يقتطع من كعكتها في ظل نمو اعتماد الشركات والمؤسسات وكذلك الأفراد على استخدام الإنترنت في الشراء والبيع والبحث عن المنتجات والخدمات، بجانب المعلومات.
هذا النوع من البدايات يساعد المهتمين على اختيار واختبار المنتجات ورواجها وملاءمة أسعارها للعملاء، وكذلك التدرب على بعض المهارات الرئيسية المهمة في المجال، كالتسويق الرقمي وخدمة العملاء وبناء المحتوى الجاذب والمربح وإنشاء المتاجر الإلكترونية وإدارتها وما إلى ذلك. والتي يمكن التدرب عليها عبر الممارسة جنباً إلى جنب مع التدرب عبر بعض الدورات التعليمية.
يمكن الاستفادة من متاجر إلكترونية قائمة (منصات أسواق إلكترونية أو متاجر خاصة) عبر الاتفاق معهم على الحصول على كود خصم، وترويج هذا الكود للحصول على نسبة عمولة من عمليات الشراء التي تتم باستخدامه.
ترويج أكواد الخصم فرصة للربح المادي من العمليات الشرائية التي تتم باستخدامه في المتاجر الإلكترونية، وهو كذلك فرصة للتدرب على التسويق الرقمي وبناء المحتوى الذي يمكن من خلاله ترويج هذه الأكواد، وكذلك فرصة لمعرفة مجالات المنتجات الرابحة من خلال العوائد المادية التي سيتم الحصول عليها كعمولة.
طرق الحصول على كود الخصم مختلفة وتعتمد على سياسة وحجم المنصة أو المتجر، حيث يشترط بعضها التعامل مع أصحاب الحسابات المشهورة وذات الجمهور الكبير أو أصحاب المواقع الإلكترونية الفعالة، ويقوم بعضها بإسناد موضوع إنشاء الأكواد لوكالات دعاية وتسويق متخصصة وتقوم تلك الوكالات بنفسها باستهداف المعنيّين. إلا أنه يمكن الحصول على الأكواد عبر عدة طرق مجربة:
1- لمنصة نون، يمكن طلب كود الخصم من البوابة الخاصة (أصحاب نون):
https://ambassadors.noon.com/
2- للعديد من المتاجر الخاصة، يمكن الحصول على كود الخصم من منصة (كود ماب):
https://codemap.me/
3- لمنصة شي إن، يمكن طلب كود الخصم من الرابط الخاص:
https://ar.shein.com/affiliate-a-427.html
بجانب ترويج أكواد الخصم، يمكن الحصول على روابط خاصة بالتسويق بالعمولة.
تمنح بعض المنصات للمسوقين روابط خاصة لكل منهم، حيث يمكن تتبع عدد الزيارات التي يتم إحالتها لصفحة المنتج عبر المسوق المحدد وكذلك عمليات الشراء.
عند الحصول على عدة روابط تسويق بالعمولة لعدة منتجات أو من عدة منصات، يمكن جمعها جميعاً في صفحة واحدة أسميها (متجر مصغّر - Mini Store) يتم جذب العملاء إليها وبالتالي تحويلهم إلى المواقع الأصلية للمنتجات.
1- للحصول على روابط تسويق بالعمولة من منصة (علي إكسبريس) يمكن طلبها من الرابط: https://portals.aliexpress.com/
2- يمكن صناعة صفحة واحدة تحتوي على جميع الروابط عبر عدة أدوات مثل:
Linktree:
https://linktr.ee
google sites:
https://sites.google.com
وأي موقع يوفر خدمة صفحات جاهزة.
ما فائدة بيع المستخدم؟
في بيوتنا جميعاً أدوات كثيرة تم الاستغناء عملياً عنها لكنها ما تزال محتفظ بها دون فائدة، من شتى الأصناف، من الممكن التخصص في مجال محدد ونوعية من المنتجات يتم جمعها وتهيئتها للبيع ومن ثم عرضها في مواقع التسويق المحلية والعالمية، إما بيع المنتجات نفسها أو تحويلها إلى قطع غيار، من ضمن المواقع التي يمكن البيع بها مثلاً (للمستخدم وللجديد):
1- موقع حراج:
https://haraj.com.sa
2- موقع مستعمل:
https://www.mstaml.com
3- موقع سوق سعودي:
https://saudisouq.com
4- موقع شباك:
https://onshobbak.com/sa/ar
5- موقع إي باي:
https://www.ebay.com
جميع قوالب النشر متاحة الآن بأبسط الطرق، النشر المرئي (الفيديو) والنصّي (المقالات ونحوها) والصوتي (البودكاست)، عند اختيار مجال محدد وتكثيف النشر المميز فيه وذو القيمة المضافة من الممكن صناعة محتوى وبناء جمهور يمكن استثماره لاحقاً، على سبيل المثال:
1- فيديو: قناة يوتيوب أو حساب على منصات تواصل اجتماعي متخصصة في النشر المرئي (سنابشات – تيكتوك).
2- نصي: مدونة خاصة على موقع خاص بالمدونات، أو حساب نشط بالمحتوى المتجدد والمفيد على منصات التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك، ليندكن، بنترست مثلاً).
3- صوتي: برنامج صوتي متخصص -بودكاست- .
يمكن الاستفادة من المحتوى عبر الرعايات والإعلانات المدفوعة، أو عبر تلقي إعلانات قوقل على الموقع الخاص بك أو قناة اليوتيوب من خلال ربطها بموقع قوقل آد سنس:
https://www.google.com/adsense
التجارة الإلكترونية تشمل بيع الخدمات كذلك ولا تقتصر على بيع المنتجات فقط، ولو فتّش أحدنا في نفسه فلربما وجد مهارة معينة يمكنه استثمارها لتحقيق مصدر دخل من خلالها.
مبدأ: كل مهارة تتقنها هناك من يدفع مقابلها.
وكل خدمة توفر على الناس الوقت والجهد وتمنحهم الراحة والاختصار بثقة وأمان، فهناك شريحة عملاء من الممكن أن تحتاجها وتدفع مقابلها مهما شعرت بأنها بسيطة بالنسبة لك، فمهارات الناس ليست متساوية وظروفهم مختلفة واحتياجاتهم متفاوتة. ونحن هنا نتحدث عن (العمل الحر عبر الإنترنت).
1- يمكن استخراج وثيقة العمل الحر من خلال منصة العمل الحر التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية (مجانية، ويمكن للكل استخراجها سواء موظفين حكوميين أو قطاع خاص أو باحثين عن عمل أو طلاب) من خلال الرابط:
https://freelance.sa/app/ar
وهي مفيدة في الحصول على حساب بنكي تجاري.
2- بعد استخراج الوثيقة يمكن البدئ في تسويق وترويج خدماتك من خلال حساباتك الشخصية أو من خلال التواجد على منصات تسويق خدمات العمل الحر من مثل:
· منصة بحر: https://bahr.910ths.sa
· منصة خمسات: https://khamsat.com
· منصة مستقل: https://mostaql.com
· وبعض المنصات العالمية مثل منصة فايفر: https://www.fiverr.com
3- بعض الخدمات التي يمكن تقديمها:
التصميم الهويات التجارية
تصميم صور المنتجات
تصوير المنتجات
كتابة المحتوى
التسويق الرقمي
التصميم الداخلي للديكور
بناء المتاجر الإلكترونية
تصميم وتحرير السير الذاتية
الشراء أونلاين حسب حاجة العملاء
التدريب والاستشارات
والكثير الكثير غيرها ..
تتميز المنتجات الإلكترونية بانعدام حاجتها للخدمات اللوجستية وسهولة إنتاجها والتعديل عليها وكذلك مرونة تكاليفها وتسعيرها.
يتم إنتاج المنتج الإلكتروني مرة واحدة ويباع لآلاف المرات دون تكاليف إنتاج إضافية، وكلما كان المنتج إبداعياً أكثر كلما كان مربحاً أكثر. مثلاً:
· قوالب تصميم لمختلف الاحتياجات
· كتب إلكترونية
· ملفات مساندة في الأعمال المختلفة (خطة تسويق، ملف إدارة مشروع، ملف دراسة جدوى .. إلخ)
· منتجات صوتية (موسيقى)
· صور وتصاميم
وغيرها..
المهم : الإبداع.
نموذج الدروبشيبينق هو متجر متكامل لكن دون الحاجة إلى شراء مخزون، ودون تحمل مسؤولية الخدمات اللوجستية.
بمعنى:
· ستقوم بإنشاء متجرك بكامل تفاصيله، وستضع السياسات والمعلومات كاملة بالإضافة إلى حسابات التواصل الاجتماعي،
· ستختار منتجاتك من بين منتجات يتملكها المورّد الذي ستتعاون معه (لن تشتري أي مخزون أو كمية، فقط ستختار)،
· ستضيف المنتجات إلى متجرك وستربطها بالنظام التقني التابع للمورّد (مالك المخزون الحقيقي)، وستضع سعرك.
· ستقوم بالتسويق للمتجر والمنتجات -تتحمل تكاليف التسويق-،
· عند وجود طلبات، سيذهب الطلب مباشرة إلى المورّد ليقوم بتعبئة المنتج للشحن وتسليمه لشركة التوصيل.
· ستتولى خدمة العملاء أيضاً .. فأمام العملاء أنت التاجر والمتجر فهم لا يعرفون عن موضوع المورّد شيئاً ولا يظهر لهم في المتجر أي علامة على وجود طرف ثالث في العلاقة.
باختصار، في الدروشيبينق، لن تشتري المخزون ولن تتحمل مسؤولية العمليات اللوجستية (التغليف والشحن والتوصيل والاسترجاع) وكل ما عدى هذه المهام سيكون من مهامك وعلى مسؤوليتك.
هل تتذكر كلامنا عن باب الخدمات في نقطة رقم (5)، في حال لم تختر خدمة محددة لتقديمها للعملاء، بإمكانك تطبيق مبدأ (الدروبشيبينق) في الخدمات وهو ما يسمى بالـ(الدروبسيرفس) من خلال الوساطة عبر تسويق خدمات الآخرين لاستقطاب العملاء والحصول على المشاريع ومن ثم إسنادها إلى من سينفذ المشروع مقابل نسبة من المبلغ المتفق عليه.
مثلاً، تقوم باستقطاب عملاء بحاجة إلى مصممين، وعند الحصول على المشروع يتم إسناده إلى أحد المصممين الذين تتفق معهم مسبقاً على نسبة من المبالغ عند القدرة على جلب المشاريع والطلبات.
هناك الكثير من أصحاب المحلات الصغيرة والكبيرة وكذلك مصانع المنتجات الاستهلاكية المحلية لازالت ليس لها تواجد عبر الإنترنت كمتجر إلكتروني، أو لهم تواجد ضعيف وبدائي ولا يتمتع باحترافية.
بإمكانك التواصل مع أحدهم والاتفاق معهم على أن تقوم ببناء متجرهم الإلكتروني بشكل متكامل واحترافي بمقابل مادي (اختيار المنصة، إضافة المنتجات بالصور والأسماء والأوصاف والأسعار وتصميم شرائع العرض، وكتابة السياسات العامة مع ربطه بقنوات الدفع الإلكتروني ووسائل الشحن وحسابات التواصل الاجتماعي) ومن الممكن إضافة خدمة إدارة هذا المتجر أيضاً (الإشراف على التسويق الرقمي وإدارة الطلبات والعمليات اللوجستية) وكل هذا سيكون مصدر دخل كعمل حر أو كوظيفة وكذلك مصدر للخبرة والتدريب بشكل عملي قبل أن تنفرد بمتجرك الشخصي.
هذا النموذج فرصة جيدة أيضاً لتعلم البيع على منصات الأسواق الإلكترونية من مثل نون وأمازون في حين كنت تحتاج إلى التدرب عليها لكنك لا تملك مخزون.
يمكن البدء مباشرة بالمتجر الإلكتروني الخاص المتكامل (وقد يكون بهوية أو علامة تجارية خاصة ومميزة) وتحمل مسؤولية إدارته بشكل كامل، لمن يتمتع بقدر كاف من الخبرة في المعاملات التجارية وإدارة هذا النوع من المشاريع بشكل عام. كالخبرة في التسويق وإدارة علاقات العملاء واختبار حجم الطلب على المنتجات والأسعار، واكتساب مهارات بناء المتاجر الإلكترونية واختيار المنتجات المربحة وطرق التسويق الفعالة والتمرن على الارتباط والالتزام بالوعود المقدمة للعملاء ومعالجة الشكاوى والمشاكل ..
هنا قد تصل إلى مرحلة من الخبرة يمكنك فيها التفرد بمشروعك الخاص، بهويتك التجارية الخاصة وشراء أو صناعة مخزونك الخاص واستقطاب شريحة عملاء مستهدفة بشكل صحيح وباستراتيجيات تسويق مجربة مع إدارة العمليات اللوجستية وربما توظيف فريق مساند، والوعي بالتكاليف والجهود اللازمة لإنجاح هذا النوع من المتاجر .. يمكن حينها إطلاق متجر خاص متكامل كمشروع يتوقع منه الاستمرار لسنوات عديدة والنمو التدريجي على مدى أشهر.
شارك المقال عبر: